
"عيوبنا تغيظنا اكثر عندما نراها فى الأخرين ..." أنيس منصور
اجمل ما فى الأمر
ان ملامحه قد ضاعت..
وتوقفت عن تذكرها..
صارت كخطاب من خطابات صديقاتي... القديمة
فى صندوقي برتقالي اللون..
أقراها واضحك...
يمتكلنى التركيز فى سطر..وامر بعيني سريعاَعلى سطر اخر
حُفظ من كثرة القراءة..
اقول "كنا صغارا"..
أضحك بدون صوت مسموع
ولا تغيير فى ملامحي
اضحك فى قلبي..على عقلي
وفي عقلي على قلبي
"انتهي"
اقولها لنفسى كل يوم
عندما أرى قلب احمر اللون صغير معلق فوق سريري
أهداه لى هو فى يوم..ووضعه بين يديي..
أمد يدي لانزعه من ذلك المكان المتميز فوق سريرى
لا أقدر
واقول "انتهى"
عندما أقف فى النافذة..
بدون إرادة أو تفكير
كالذى يفتح نافذة غرفته ويستنشق الهواء
اجد نفسى اراقب بداية الطريق...
وانتظره..كالعادة
ارى كل الناس ...هو
كل الرجال..والشباب..والأطفال..هو
وأضحك بسخرية على نفسي..عندما يتضح لى هيئة من أرى من بعيد..
هذا بدين!!
وهذا بشارب!!
وتلك إمراة قصيرة الشعر!!
اتجه إلى بيتي..
فى طريق يسير هو فيه كل يوم..
وانظر الى اسفل واراقب موضع خطواتي
واقول هنا يخطو كل يوم..
ألقي السلام على الباعة فى المحلات فى طريقى
وأقول يروه كل يوم..
اصل إلى بيتي..
انظر الى بيته بحزن..
واصعد الدرج..أنظر خلفي
من المحتمل ان يمر ..حتى لو لم يراني
وانتبه على نظرة زوجه الحارس..
تستعجب من خطواتي البطيئة المتثاقلة
واصعد مسرعة..
واقول لنفسي..:انتهى"
أشعر بمقت لكل الاغاني التى كان يحيها..
مقت غير مبرر..
وأخذ قرار لأسمعها..
وابحث عني فى كل الكلمات والألحان التى كان يسمعها هو..
لعله تذكرني بها فى يوم من الأيام ..
ولكن اجمل ما في الامر..
ان ملامحه تفلتت من ذاكرتي..
وانسحب مخدره اللعين من داخلي..
وانصلح كسر سبع سنوات احدثه في..
ورغم كل شىء
برغم أننا لنا نفس المنطقة السكنية
نفس الطرقات لنسير فيها
نفس المدرسة الإبتدائية
نفس الأصدقاء القدامى..نفس الذكريات
ونفس لون العينين..
برغم كل ذلك..انتهى..