أنا عمر ضاع

أنا العمر الّي ضاع من ناس كتير
أنا طريق توهان مفهوش غفير
أنا بيت فاضي..مستني صحابه
رجعوا صحابه..وفضل حاسس بالفضا
أنا الهلال بالصدفة تقع عليا العين
فضّل عليا الأحباب القمر
والله مازعلت على كده
أنا زعلت من زمان على كتير حاجات تانية
أنا الي الناس بتقولّي معلش على حبة تراب في عيني
ونسوا ملامح وشي الي تحت الطين ..ضاعت
أنا محطة ..لا فيها ناس..ولا بيعدّي عليها ترام
أنا صوت صفير الشابيك في الشتا
قلق وتعب وخوف..ومفيش دفا
أنا عمر ضاع من ناس كتير
ملوش رجوع

كل يوم
أنطلق إلى محطة الترام
رغم مرور خمس سنوات على توقفها
مازلت أنظر إلى ساعة المحطة ..عندما أشعر بالتأخير
وأشعر بنفس خيبة الأمل ..عندما أتذكر أنها متوقفة منذ سنوات
الحادية إلا عشر..منذ سنوات
أشعر كل يوم برغبة تزداد كل يوم عن الأخر
حتى أني أشعر أنه سيأتي يوم
قريب جدا
ستغلبني فكرة استقلال الترام في الأتجاه المعاكس
وأنا ذاهبة لعملي
كل يوم
نفس الأحساس
ونفس الأحلام
التي توقفت مع الساعة
وتحركت في عكس الأتجاه

رأيتها بشعرها الأبيض كالقطن
وملابسها المتحفظة البسيطة
وتمسكها بشدة بحقيبتها كعادة كبار السن
كانت تقف على الرصيف
تملؤها نظرة خوف غريبة
ولكني استوعبت
عندما رأيتها تلوّح بيديها..بعصبية
"أذهب ..أذهب سريعا"
ورأيت زوجها ..ضعيفا نحيلا مثلها
يعدو مسرعا ..ببطء..لينتهز فرصة
توقف العربات المجنونة في الإشارة المرورية

ليعبر الطريق

..نظرت إليها ..وهي تراقبه
كم ملأت نظرة القلق عينيها
كأنه يعبر المجهول

شعرت بضعفهم يساند بعضه البعض..ليولد قوة تكفيهم
فتذكرتك

وابتسمت

وكأني أنظر في عمق بئر مظلم
أقف أمام ألاف الأبواب اللامعة..و أفكر في التراجع
كأني وسط ملايين المعارف والأقرباء..ولا أطيق حديث أحد
كأني..
تائهة في طرقات بيتي
أريد تدوين شيء لا أحتمل نسيانه
في مفكرة ممتلئة السطور..فلا أجد لها مكان وسط الكلمات المتراصة
كأن الضحكات حولي..أسمعها صوت عراك يَصُم الآذان
وكأن طريقي..بلا أفق
كأني رجل في بلاد الغربة..يأكل في الظلام..ويتذكر
كأني طفل يلعب "الأستغماية"..ولم ينتهي من العدّ بعد
كأني "زهرة"..تذبُل أطراف أورقاها..ببطء شديد
كأني فستان غالي.رفيع الذوق..كلما مرّ أمامه زوار المحل..
عبروا عن اعجابهم الشديد به
واشتروا غيره

إلى ..نهى

إلى:نهى
حبيبة روحي
وصديقتي الجميلة
أعلم أن كلماتي الصماء لن تعطيكي حقك
فكيف يكفي القليل من الرموز أن تصف الملائكة
حقا لا أبالغ في وصفك
ففي عيونك الخضراء أرى معنى البساتين الخيالية
المذكورة في قصص الأطفال
وفي أبتسامتك البريئة
أدرك معنى الحنان الذي يدخل قلبي ويدفئه
صوتك يا حبيبتي له وقع خاص عليّ
يجعلني أشعر بلحظات من الأمان
أمان بوجود من يحبني ..معي ..وبجانبي
عندما أشعر بخوفك وقلقك
أشعر أن أحاسيسي كلها قد تحجرت
لتنظر عيني في عينيكي الخائفتين
ولا أنهار من القلق عليكي
أشكرك من كل ما في قلبي من دقات
وكل ما في عقلي من أفكار
على كونك بكل هذا الجمال.. معي
ربنا يحميكي

ويقربك منه..ومني

كل عام وأنت..؟؟

غدا هو عيد مولدك
كل عام و أنت..؟؟

!هل أقول كعادة الناس..و أنت بخير..؟؟
اه..لا تنظر لي تلك النظرة
نسيت..لم نعد معا

إذا

كل عام وأنت بخير

فأنت الأن..كأي أحد

شكرا على إبتسامة الرضا التي أراها منك الأن

أنتظر..قبل أن ترحل وتدير وجهك بعيدا

لقد تذكرت شىء

أعلم أنك لن تذكره

عندما كنا صغارا.. عمرنا 5 سنوات
جرحت أنت رأسك جرح شديد
عندما اصطدمت بجانب سرير أمي
بعد أن أخذت تركض نحوي ناطقا بأسمي
تريد أن تُقبل تلك الفتاة الصغيرة التي تتظاهر بالنوم في سرير أمها
لتسمعك تنادي عليها

اه..تذكرت شيئ أخر
عندما تخاصمنا ونحن صغار
لأنني كنت أتحدث كثيرا عن طفل غيرك

أريد أن أخبرك الأن

أن ذلك الطفل مازال يحبني حتى وقتنا هذا

وياليتنا لم نتصالح من يومها

اليوم

هديتي لك

أنني سوف أخرجك من داخلي

يكفيك ذلك..ويكفيني
كل عام و أنت
بخير

قراري الجديد

الأن
اتخذت قرارتي القديمة..الجديدة
أن أغير أسمي.. لأنه يبدأ بأول حرف يبدأ به أسمك
لن أهتم بعد الأن بالسيارات الصفراء المارة في الطريق
لن تتعلق عيني بنافذتك عندما أمر بجوار منزلك
لن أهتم بعد الأن بسماع أخبارك
لن أتمنى بداخلي أن أراك
لن أرسل لك ثانية للسؤال عن حالك
لن أقحم أسمك في كل محادثاتي الودية مع الأخرين
لن استبدل دعائي لنفسي.. بدعواتي لك مرة أخرى
لن أبحث عن لمعة خادعة في عينيك عندما تنظر لي
لن اتفقد أغانيك المفضلة في كل فترة جديدة من حياتك..و أبحث عن نفسي فيها
لن أتذكر طفولتنا
لن تتعلق عيني بك مرة أخرى عندما تبتعد لتتحدث في هاتفك الخلوي
لن أفسر لنفسي أشياء لا تحدث
لن أجلس بجانبك مرة أخرى..فذلك قاتل بكل المعان
لن أحتمل مرة أخرى
ومن الأن..لن أقول لنفسي "لن" مرة أخرى
كل هذا لأن أحداث العالم من حولي
أكدّت لي بكل الطرق أنه لا أمان في أي مكان
وأنه بالتأكيد لا يوجد أمان مرتبط بإنسان
فانكسر ما كان يصرخ بداخلي من أجلك
تلك الرابطة الخانقة
تلك الكذبة التى حطمتني
أنك أنت الأمان

_________________________________________

ما كتبته هو إلهام من مقولة قالها لي "محمد ربيع" أن "الوحدة قاسية ..في الشتاء" فاتخذت قراراتي "في أشد أوقات الوحدة" لأثبت له قوتي !!!!:)